تعريفه: كل قول لا يصح
أن يقال فيه إنه صادق أو كاذب. وينقسم إلى قسمين:
·
الإنشاء الطلبي: وهو ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب.
·
الإنشاء غير الطلبي: وهو ما لا يستدعي مطلوبا.
1-الإنشاء
غير الطلبي: وله أساليب مختلفة منها: الذم والمدح، والعقود والقسم، والتعجب...
§
الذم: مثاله "بئس العوض من التوبة الإصرار".
§
العقود: للبيع والشراء وأمثالهما، قال الشاعر:
وهبتك عمري إن حفظت مودتي
|
وما كل شيء يشترى ويباع
|
§
القسم: ومنه قوله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ (1)
إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾([3]). وقوله تعالى: ﴿وَتَاللَّهِ
لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ﴾([4]).
§
التعجب: وله صيغتان: "ما أفعل" و"أفعل
بـ": مثاله "ما أحوجنا إلى الصبر في الشدة"، "أكرم به من
رجل".
وأنواع الإنشاء غير الطلبي لا تتعلق بعلم المعاني، وقد اعتنى البلاغيون
بدراسة أساليب الطلب، وأهملوا دراسة أساليب الإنشاء غير الطلبي. ذلك أن أساليب
الطلب تحوز نكتا بلاغية حسب السياق.
وقد ترد ولا يراد بها معانيها الأصلية؛ فالأمر مثلا يكون لطلب حصول الفعل
على جهة الاستعلاء لكنه قد يقصد منه التهديد وغيره. والاستفهام للفهم وقد يستفاد
منه معنى الإنكار...
وعموما فإن إهمال الأساليب غير الطلبية كان لأمرين:
أ-أن أكثرها أخبار في الأصل نقلت إلى معنى الإنشاء.
ب-وأنها لا تستعمل إلا في معانيها الوضعية، فالقسم لا يفيد غير القسم
والتعجب لا يفيد غير التعجب، وإن تعددت الصيغ بحسب المقام.
2-الإنشاء الطلبي: ويستلزم حصول مطلوب غير حاصل وقت الطلب. وينحصر في
خمسة أقسام هي: الأمر والنهي والاستفهام والتمني والنداء.
([1])- هو عبيد الله بن قيس الرقيات
(85هـ) عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، من بني عامر بن لؤي، هو ابن قيس
الرقيات. شاعر قريش في العصر الأموي. كان مقيما في المدينة. خرج مع مصعب بن الزبير
على عبد الملك بن مروان، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل ابني الزبير (مصعب وعبد
الله) فأقام سنة وقصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسأل عبد الملك
في أمره، فآمنه، فأقام إلى أن توفي. أكثر شعره الغزل والنسيب، وله مدح وفخر. ولقب
بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة، اسم كل واحدة منهن رقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق