السبت، 23 يوليو 2016

البلاغـــة





·  البلاغة لغة: الوصول والانتهاء([1])، ويقال بلغ الرجل إلى مبتغاه؛ إذا وصل إليه. وبلغ الركب المدينة إذا وصل إليها وانتهى إليها.
وسميت البلاغة بلاغة لأنها تنهي الكلام إلى السامع، وتوصل المعنى إليه. ورجل بليغ أي متمكن من الكلام، يبلغ بلسانه عبارته إلى سامعه في أحسن وجه بأحسن طريقة.
والبلاغة صفة للكلام؛ أي إن الكلام هو البليغ. وسمي المتكلم بليغا من باب التوسع، والمقصود أن كلامه بليغ.
·    اصطلاحا: أما في الاصطلاح فإن مفهوم البلاغة متشعب نظرا لتشعب فروعها. إلا أن التعاريف المتداولة في المصادر البلاغية تجمع على كونها ذات صلة بوضع الكلام في موضعه الصحيح، من غير إخلال بالمعنى المراد تبليغه حسب ما يقتضيه المقام.
وقد ورد في "البيان والتبيين" "أن معاوية سال صحار العبدي ما البلاغة ؟ فقـال: الإيجاز، قال وما الإيجاز ؟ فقال صحار: أن تجيب فلا تبطئ وتقول فلا تخطئ".

وقيل البلاغة لمحة دالة، والبلاغة معرفة الفصل والوصل، والبلاغة اختيار الكلام وتصحيح الأقسام، والبلاغة إجادة اللفظ وإشباع المعنى، والبلاغة القدرة على البيان مع حسن النظام.
ويتضح من خلال هذه التعاريف أن البلاغة في الاصطلاح هي: فن القول المعتمد على التأليف بين اللفظ والمعنى بشكل قوي ومؤثر، تحكمه الدقة في اختيار الأساليب، مع مراعاة أحوال المتلقين.
1-بلاغــــة الكـــلام :
هي مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته. والحال هو المقام، أو السياق المناسب الدافع بالمتكلم إلى تأليف عبارته على صورة مخصوصة. ومقتضى الحال هو الصورة التي تورد عليها العبارة؛ فالشكر والاعتذار يقتضيان الإيجاز، والمدح والافتخار يقتضيان الإطناب. والإيجاز والإطناب مقتضيان لحال من الأحوال، وإيراد الكلام موجزا في الشكر والاعتذار، أو بالإطناب والتطويل في مقام المدح والافتخار مطابق للمقتضى.
فيلاحظ-إذا-أن صور الكلام تختلف باختلاف الأحوال كقوله تعالى: ﴿وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً([2]).
ففعل الإرادة بأم مخالف لما قبلها، إذ الثاني مبني للمعلوم لنسبة الخير إلى الله عز وجل، والأول مبني للمجهول لامتناع نسبة الشر إليه جل شانه([3]).
2-بــــلاغة المتكلــم :
أما بلاغة المتكلم فهي ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ، وهي ملكة تكتسب بالدربة والمران ومعايشة التراكيب الجيدة والتعابير الرفيعة. ويتضح بهذا أن فصاحة المتكلم لا تكاد تختلف عن بلاغته.
ولا تقع البلاغة وصفا للكلمة المفردة، إلا إذا أريد بالكلمة الكلام المركب فتوصف بالبلاغة على هذا الاعتبار، فيقال كلمة بليغة، والمقصود بها عندئذ: الكلام المركب كالخطبة والرسالة والجملة وليس القصد: اللفظ المفرد.
وقد أطلقت الكلمة على الكلام في قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِنْ وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ([4]).
الفصاحـــة
·    لغة: الظهور والبيان. يقال أفصح الصبح إذا ظهر ضوءه. وأفصح الصبي في منطقه إذا بان كلامه وظهر، وأفصح الرجل عما في نفسه إذا أظهره، وأفصح الأعجمي بالعربية وفصح لسانه بها، إذا خلصت لغته من اللكنة، وأفصح اللبن إذا انجلت رغوته.
ولهذا فالفصاحة هي تمام آلة البيان. ولا يسمى الألثغ([5]) والتمتام فصيحين لنقصان آلتهما عن إقامة الحروف. وعلى هذا الأساس تختلف الفصاحة والبلاغة؛ إذ الأولى تمام آلة البيان وهي بذلك مقصورة على اللفظ؛ فالآلة تتعلق باللفظ دون المعنى. وأما البلاغة فهي إيصال المعنى والانتهاء إليه.
وفي الكتاب العزيز حكاية عن موسى بن عمران عليه السلام: ﴿وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً([6]). وروي عن الرسول r قوله: «أنا أفصح العرب بيد أني من قريش»([7]). فمعنى الفصاحة في الآية والحديث: الظهور والبيان.
·       اصطلاحا: تقع الكلمة وصفا للكلمة والكلام والمتكلم.
1- فصاحة الكلمة:
سلامتها من تنافر الحروف، والغرابة، ومخالفة القياس، والكراهة في السمع.
أ-التنافـر:
وصف في الكلمة يوجب ثقلها على السمع وصعوبة نطق اللسان بها. وقد يكون هذا التنافر متناهيا في الثقل، كلفظة "الهعخع"، في قول أعرابي سئل عن ناقته فقال: "تركتها ترعى الهعخع" وهو نبات ترعاه الإبل، فهي كلمة شديدة الثقل على الأذن، شديدة الصعوبة في اللسان.
وقد يكون التنافر خفيفا والثقل ضئيلا، كما في قول امرئ القيس([8]): [الطويل]
وَفَرعٍ يَزِينُ الـمَتَنَ أَسودَ فَاحِمٍ
غَدائِرُهُ مُستَشَزِراتٌ إِلى العلا
 

أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ الـمُتَعَثكِلِ
تَضِلُّ العِقاص في مُثَنًّى وَمُرسلِ
([9])

فكلمة "مُستَشزِراتٌ" ثقيلة في السمع، يتعثر اللسان أثناء النطق بها، ولكن ثقلها أقل من ثقل "الهُعْخُع".
ومثله قول المتنبي([10]): [الكامل]
   إِنَّ الكِرامَ بِلا كِرامٍ ِمنهُمُ
 

    مِثلُ القُلوبِ بِلا سُوَيداواتِها

والمعنى أن الكرام من الخيل إذا لم يكن عليها فرسان كرام من هؤلاء الممدوحين، صارت كالقلب بلا سويداء. ونشأ ثقل "سويداواتها" من طول الكلمة.
ويرجع البلاغيون السبب في تنافر الحروف إلى قربها في المخارج، أو بعدها بعداً شديداً، وقد بنى العرب لغتهم على الخفة. ولذلك نراهم يعمدون إلى إدغام المثلين نحو: ردَّ ومدَّ واضطر، وإلى الإبدال نحو: اصطبر.
ويكون المعول عليه في معرفة الثقل من الخفة الذوق الصحيح. فقد تكون حروف الكلمة متقاربة المخارج، ومع ذلك ليست ثقيلة، كما في قوله تعالى: ﴿أََلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنَّ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ([11]). فلا ثقل في كلمة "أعهد" على الرغم من تقارب مخارج الهمزة والعين والهاء. كما أن ثقل الكلمة ليس معيبا في كل الأحوال، بل يكون فصيحا إذا اقتضاه المقام.
وبعودتنا إلى مثال امرئ القيس السالف ذكره والسياق الذي وردت فيه لفظة "مستشزرات" يتضح أن الشاعر أراد وصف فتاة سمراء ممشوقة القد، ذات شعر غزير متجعد، حاولت تنظيمه فرفعته إلى أعلى ولففته على شكل غدائر، فضربته الريح، وانفلت جزء منه إلى أسفل، ثم حاولت تسريحه فضلت المشط طريقها وبقي الشعر مضطربا.
وهذه الصورة لاشك تتفق واضطراب حروف اللفظة، مما يجعلها ملائمة للسياق الذي وردت فيه.
ومن ذلك قول الشاعر: [البسيط]
قَدْ قُلتُ لَمّا آطلَخَمَّ الأَمرُ واِنبَعَثَت
 

عَشواءُ تالِيَةً غبساً دَهاريسا([12])

والثقل حاصل في لفظة "اطلخم" لكنها مع ذلك تلائم المقام الذي وردت فيه، حيث الإشارة في البيت إلى الشدة والظلام والدواهي.
وانظر أيضا إلى كلمة "ٱثاقلتم" فثقلها من أهم مظاهر الفصاحة فيها، إذ يقول الحق سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ([13]).
فاللفظة تحمل في سياقها ما تحرز به منتهى الفصاحة لأنها وصف للتقاعس والتثاقل واستشعار مشقة الجهاد في سبيل الله، ولذا جاء التهديد البالغ ليواجه تثاقل القوم، في قوله سبحانه ﴿إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً([14]).
والشيء نفسه ينطبق على لفظة "أنلزمكموها" في قوله تعالى: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنـتُمْ لَهَا كَارِهُونَ([15]).
فلفظة "أنلزمكموها" تحمل في طياتها صعوبة في النطق تلائم السياق، حيث صعوبة الإلزام بالآيات وهم لها كارهون.
ب-الغرابة:
ويقصد بالغرابة عدم وضوح المعنى مما يستوجب الرجوع إلى القواميس والمعاجم لاستخراجه. كما في: "زرجون وخندريس وإسْفِنْطٍ" التي تطلق على الخمر، و"هرماس" على الأسد، و"الحلقد" على شيء الخلق، و"الطرموق" على الطين، و"الابتشاك" على الكذب...
قال المتنبي: [الوافر]
ومَا أَرضى لِمُقلَتِهِ بِحُلمٍ


إِذا اِنتَبَهَت تَوَهَّمَهُ اِبتِشاكا([16])

وكما في قول عيسى بن عمرو النحوي([17]) لقوم تجمعوا حوله، وقد سقط عن حماره: "ما لكم تَكَأْكَأْتُمْ علي تكأكؤكم على ذي جنة، افرنقعوا عني"؛ أي مالكم اجتمعتم علي، تفرقوا عني، وهو  يقصد بهذه العبارة مداعبة القوم المجتمعين حوله([18]).
فهذه الألفاظ لا نجدها مستعملة من قبل الخلص من العرب لذا عدت غريبة.
ولا يجوز أن ننعت كلام الله تعالى وأحاديث نبيه محمد r مما خفي معناه علينا أنه غريب ومناف للفصاحة، وغريب القرآن والحديث فصيح له رجاله ممن شرحه وبينه. فالمقصود بالغرابة المعيبة تلك الألفاظ التي هجرها الخلص والفصحاء، ولم يستعملوها وبقيت في أمهات الكتب للمثال فقط.
وذكر البلاغيون أن الكلمة تعد غريبة أيضا غرابة تخل بالفصاحة؛ إذا احتملت معنيين واحتار السامع في فهم المعنى المقصود. ومن ذلك قول رؤبة بن العجاج([19]): [الرجز]
أَيَّامَ أبْدتْ وَاضحاً مُفلَّجَا
وَمقلةً وحاجباً مُزجَّجَا


أغرَّ برَّاقاً وَطرفاً أبرجَا
وفَاحماً وَمرْسِناً مُسَرَّجا
([20])

فقد اختلف في المراد بلفظ "مسرَّجٍ"؛ فمنهم من قال إن الشاعر قصد تشبيه أنف الموصوفة في الدقة والاستواء بالسيف، وعليه فمسرج نسبةٌ إلى سُرَيْجٍ الذي اشتهر بصناعة السيوف، وسميت السيوف سريجية نسبة إليه. وقيل إنه أراد تشبيه أنفها بالسراج في اللمعان، وبذلك تكون لفظة مسرج من السراج المضيء.
ج-مخالفـة القيـاس:
ويقصد بها كون الكلمة غير جارية على القانون الصرفي. كما في قول المتنبي وقد جمع "بوقا" على "بوقات": [الطويل].
 إِذا كانَ بَعضُ الناسِ سَيفاً لِدَولَةٍ


فَفي الناسِ بوقاتٌ لَها وَطُبولُ([21])

وقال أبو النجم([22]) وقد فك الإدغام: [الرجز]
الحمد لله العلي الأجْلل


الواحد الفرد القديم الأزَل

ويستثنى من مخالفة القياس ما ثبت استعماله لدى العرب، فهو فصيح وإن خالف قوانين اللغة أو قواعد الصرف ومن ذلك: إبدال الهاء همزة في كلمتي "آل، وماء" وأصلهما "أهل وموه". ومنه قولهم: استحوذ يستحوذ وأصله: استحاذ يستحيذ بقلب الواو ياء لتحرُّكها وكسر ما قبلها. ولكن هذا الفعل ورد في قوله تعالى: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ([23]).
د-الكراهة في السمع:
والمقصود بها أن تشمئز الأذن من سماع الكلمة لورودها في سياق لا يحتملها، ولو كانت تلك الكلمة فصيحة كما في قول أبي الطيب المتنبي: [المتقارب]
مُبارَكُ الاِسمِ أغَرُّ اللَقب


كَريمُ الجِرِشَّى شَريفُ النَسَب([24])

فكلمة الجرشى تأباها الأذن في هذا السياق لأن المقام مقام مدح.
2- فصاحـــــة الكـــلام:
أي سلامته من تنافر الكلمات وضعف التأليف والتعقيد وتتابع الإضافات.
أ-تنافر الكلمات:
والمراد به ثقل الكلام على اللسان؛ بالنظر إلى طريقة التأليف وإن كانت كل كلمة منه فصيحة بانفرادها عن النظم، كما في قول الشاعر: [السريع] 
وقبر حرب بمكان قفر


وليس قرب قبر حرب قبر

ومرجع الثقل -خاصة في الشطر الثاني- إلى الطريقة التي سلكت في ترتيبه. فألفاظه فصيحة وترتيبه متنافر، ويعسر على اللسان تكرار النطق به مراتٍ متتاليةً دون التعثر والخطأ فيه.
ومن التنافر أيضا قول أبي تمام: [الكامل]
فَالَمجدُ لا يَرضى بِأَن تَرضى بِأَن


يَرضى امرُؤٌ يَرجوكَ إِلاَّ بِالرِضا([25])

وقولُ شاعر آخر: [الخفيف]
لم يضِرْها والحمدُ لله شيءٌ


وانْثَنَتْ نحوَ عَزْفِ نفسٍ ذَهولٍ

وعلق الجاحظ على ألفاظ الشطر الثاني من هذا البيت بقوله:"إن بعضها يتبرأ من بعض".
ومن التنافر أيضا قول أبي تمام([26]): [الطويل]
كَريمٌ مَتى أَمدَحْهُ أَمدَحْهُ وَالورَى


مَعي وإذا ما لُمْتُه لُمْتُه وَحدي([27])

فقد حصل التنافر بتكرار اللفظتين: "أمدحه ولمته".
ب-ضَعف التأليف:
ويكون بترتيب الألفاظ على غير ما يجب من التقديم والتأخير لدرجة الإخلال بالمعنى؛ كقول الشاعر: [الطويل]
فلو أنّ مجداً خلَّد الدهرَ واحداً


من الناس أبقى مجدُه اليومَ مطعِماً

ومطعم هذا هو مطعم بن عدي أحد رؤساء مكة، وكان يدافع عن النبي r ضد المشركين. وبرجوعنا إلى البيت نجد الضمير في "مجده" عائدا إلى المفعول به "مطعما" وهو متأخر في اللفظ وفي الرتبة.
ومن ذلك قول الشاعر([28]).
جَزى رَبُّهُ عَنِّي عَدِيَّ بنَ حاتِمٍ


جَزاءَ الكِلابِ العاوِياتِ وَقَد فَعَلْ

فالضمير في ربُّه عائدٌ إلى عَدِيٍّ المتأخرِ لفظا ورتبة لأنه مفعول به، وتقتضي القاعدة النحوية أن يعود الضمير على متقدم في اللفظ أو الرتبة.
والتقدير هنا: جزى عديَّ بن حاتمٍ ربُّه عنِّي. لأن الضمير يعود على ما قبله وليس على ما بعده.
ومن ذلك قول الشاعر: [البسيط]
جَزَى بَنُوه أبَا الغيلان عن كِبرٍ


وحسنِ فِعْلٍ كما يُُجْزَى سِنِمّارُ([29])

فالضمير في "بنوه" يعود على أبي الغيلان وهو متأخر عنه. وكان عليه أن يقول "جزى أبا الغيلان بنوهُ". على مثل قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ([30]).
ج-التعقيــد:
ويقصد به كون الكلام غير ظاهر الدلالة إما من جهة اللفظ أو من جهة المعنى.

·       التعقيد اللفظي:
ويكون في اختلال التراكيب، بحيث يصير الكلام غير ظاهر الدلالة، كما في قول الفرزدق([31]): [الطويل].
وما مثلُه في الناس إلاّ مُمَلَّكاً


أبو أمّه حيٌّ أبوه يُقاربُهْ

والمعنى: وما مثله في الناس حي يشبهه في الفضائل إلا ابن أخته "هشام بن عبد الملك". وكان على الشاعر أن يرتب البيت كالآتي: 
"وما مثلُه في الناسِ حيٌّ يُقاربُه


إلاّ مملكا أبو أمّه أبوه"

فالضمير في "أمه" للمملك، وفي "أبوه" للممدوح وهو إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي، خال هشام بن عبد الملك بن مروان.
وقد أربك الفرزدق البيت والتركيب: بفصله بين المبتدأ والخبر (أبو أمه) و(أبوه) بكلمة أخرى أجنبية هي (حي)، وفصل بين النعت والمنعوت (حي يقاربه) بالخبر (أبوه)، وقدم المستثنى (مملكا) على المستثنى منه (حي يقاربه)، وفصل بين المبدل منه (مثله) والبدل (حي)، فهي تعني: كائنا حيا ويراد بها القبيلة أيضا.
ومن التعقيد اللفظي أيضا قول حبيب بن أوس الطائي: [الكامل]
ثانيهِ في كَبِدِ السَماءِ وَلَم يَكُن


لِاِثنَينِ ثانٍ إِذ هُما في الغارِ

يريد: لم يكن كثاني اثنين([32]). وقول الآخر: [المنسرح]
فأصبحتْ بعد خَطِّ بهجتِها


كأنّ قفراً رُسومَها قَلَما

يريد: فأصبحت قفرا بعد بهجتها كأن قلما خط رسومها

·       التعقيد المعنوي:
وهو انتقال الذهن من معنىً إلى آخر لازم له مع أن المقصود به غامض وغير ملائم. كما في قول العباس بن الأحنف([33]): [الطويل]
سأطلُبُ بعد الدَّارِ عنكُم لتقرُبُوا


وتسكُبُ عينايَ الدموعَ لِتَجمُدَا

فقد كَنَّى عن الحزن بسكب الدموع ثم أتى بالنقيض عندما كنى عن القرب الموجب للفرح والسرور بجمود العينين، لظنه أن الجمود يعني خلو العين من الدمع، والواقع أنه يراد به جمود الدمع مع الإجهاش بالبكاء. فالجمود هو خلو العين من الدمع مع طلبه، وهو أيضا كناية عن الحزن وليس عن الفرح.
تقول الخنساء([34]) في ذلك: [المتقارب]
أَعَيْنَيَّ جودا وَلا تَجمُدا


أَلاَ تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى

وقول الآخر: [الطويل]
ألا إنّ عيناً لم تُجد يومَ واسطٍ


عليكَ بِجَارِي دمْعِها لَجَمُودُ

ومن ذلك قول أبي تمام وقد أساء السبيل إلى المعنى: [الطويل]
منَ الهِيفِ لو أنَّ الخلاخِلَ صُيرَتْ


لها وُشُحاً جالت عليها الخلاخِلُ

فقد كنى عن دقة الخصر وضمور البطن بجولان الخلاخل عليها لو اتخذتها وشاحا، فأخطأ، لأن جولان الخلاخل المتخذة وشاحا يدل على بلوغه غاية القصر، ولا يدل على الدقة والضمور.
د-تتابع الإضافات والتكرار:
ويخل بالفصاحة إذا كان ثقيلا في السمع واللسان، ويرجع التتابع إلى تنافر الكلام كقول المتنبي: [الطويل] 
وَتُسعِدُنِي في غَمرَةٍ بَعدَ غَمرَةٍ


سَبوحٌ لَها مِنها عَليها شَواهِدُ([35])

ومن ذلك قول ابن بابك([36]): [الطويل]
حَمَامَةَ جَرْعَا حَوْمَةِ الجَنْدَلِ اسْجَعي


فَأَنْتِ بِمَرأىً من سُعادَ ومَسمع([37])

أما إذا لم تؤد كثرة الإضافات والتكرار إلى الثقل فلا يخلان بالفصاحة نحو قوله تعالى: ﴿ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا([38]).
وقوله: ﴿مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ([39]).
وقول أبي عثمان الخالدي([40]): [المنسرح]
وصَيْرَفي ّالقَريضِ وازِنُ ديـ


نارِ المَعاني الدّقَاقِ مُنْتَقِدُ([41])

3- فصاحة المتكلــم:
ملكة يقتدر بها على التعبير عن المراد باللفظ الفصيح. وتكتسب هذه الملكة بالمران والتدريب وقراءة التعابير الرفيعة، وحفظ الجيد من الشعر والنثر. بعد حفظ القرآن الكريم وحديث النبي صلى الله عليه وسلم.


([1])- قال في اللسان: ورجل بليغ وبلغ: حسن الكلام فصيحه يبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قبله، والجمع بلغاء، وقد بلغ، بالضم، بلاغة أي صار بليغا. (ب ل غ).
([2])- سورة الجن، الآية 10.
([3])- قال ابن كثير: "وهذا من أدبهم في العبارة حيث أسندوا الشر إلى غير فاعل والخير أضافوه إلى الله عز وجل. وقد ورد في الصحيح: "والشر ليس إليك" (أخرجه مسلم في-صلاة المسافرين رقم 771-). [تفسير القرآن العظيم، ابن كثير تحقيق هاني الحاج، المكتبة التوفيقية، القاهرة مصر. ج 4/189].
([4])- المؤمنون: 99-100. وكلا ههنا حرف ردع وزجر، أي لا نجيبه إلى ما طلب ولا نقبل منه. [المرجع السابق، ص: 361/ج 3].
([5])- قال الجوهري في الصحاح [ل ث غ] : اللثغة في اللسان، هو أن يصير الراء غينا أو لاما، والسين ثاء. وقد لثغ بالكسر يلثغ لثغا، فهو ألثغ وامرأة لثغاء. والتمتمة أن تثقل التاء على المتكلم؛ رجل تمتام، إذا كان كذلك. [قاله ابن دريد في جمهرة اللغة].
([6])- القصص، 34. قال ابن كثير: وذلك أن موسى عليه السلام كان في لسانه لثغة بسبب ما كان تناول تلك الجمرة حين خير بينها وبين التَّمْرة. ومثله قوله تعالى: ﴿واحلل عقدة من لساني.
([7])- قال إسماعيل بن محمد الجراحي العجلوني في كتابه "كشف الخفاء" : معناه صحيح ولكن لا أصل له كما قال ابن كثير وغيره من الحفاظ، وأورده أصحاب الغريب ولا يعرف له إسناد ورواه ابن سعد عن يحيى بن يزيد السعدي مرسلا أنا أعربكم أنا من قريش، ولساني لسان سعد بن بكر. ورواه الطبراني عن أبي سعيد الخدري بلفظ: "أنا أعرب العرب ولدت في بني سعد فأنى يأتيني اللحن ؟".  
([8])- امرؤ القيس [130-80ق. هـ/496-544م]. امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي. شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
([9])- شرح البيتين: الفرع: الشعر، يزين: يغطي، المتن: الظهر، الأثيث: الكثيف، قنو النخلة: عنقودها، المتعثكل: المتراكم، الغدائر: الذوائب، مستشزرات: مرتفعات، العقاص: المشط، المثنى: المفتول، المرسل: غير المفتول.
([10])- المتنبي [303-354هـ/915-965م]. أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب. الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس. 
([11])- سورة يس، الآية 60.
([12])- غريب البيت: آطلخم الأمر: إشتد، والعشواء: الناقة لا تبصر ليلا، غبسا: الظلام الشديد، الدهاريس: الدواهي. قال ابن الأثير الكاتب: فلفظة "اطلخم" من الألفاظ المنكرة التي جمعت الوصفين القبيحين؛ في أنها غريبة، وأنها غليظة في السمع، كريهة على الذوق، وكذلك لفظ "دهاريس" أيضا. [المثل السائر، ج 1/164].
([13])- سورة التوبة، الآية 38. قال في اللسان: "وتَثاقل عنه: ثَقُلَ. وفي التنزيل العزيز اثَّاقَلْتم إلى الأرض؛ وعدَّاه بإلي لأن فيه معنى مِلْتُم. وحكى النضر بن شميل" ثَقَل إلى الأرض أخْلذ إليها واطْمَأَنَّ فيها، فإذا صح ذلك تَعَدَّى.  اثَّاقَلْتم في قوله عز وجل اثاقلتم إلى الأرض بإلي، بغير تأويل يخرجه عن بابه.
 وتَثاقل القومُ: اسْتُنْهضوا لنَجْدة فلم يَنْهَضوا إليها".
([14])- سورة التوبة، الآية 39.
([15])- سورة هود، الآية 28.
([16])- قال أبو منصور الثعالبي في "يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر": والابتشاك: الكذب، ولم أسمع فيه شعرا قديما ولا محدثا سوى هذا البيت.
([17])- قال عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب: وأما "عيسى بن عمرو" فهو عيسى بن عمرو الثقفي، مولى خالد بن الوليد، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وعبد الله بن إسحاق. وروى عن الحسن البصري والعجاج، ورؤبة، وجماعة-وعنه أخذ الأصمعي وغيره-وكان يتقعر في كلامه، مات سنة تسع وأربعين، وقيل سنة خمسين ومائة، كذا في معجم النحويين للسيوطي.
([18])- قال ابن سنان الخفاجي في "سر الفصاحة": فإن تتكأكؤون وافرنقعوا-وحشي وقد جمع لعمري العلتين مع قبح التأليف الذي يمجه السمع والتوعر. 
([19])- قال في الأغاني: "هو رؤبة بن العجاج، واسم العجاج عبد الله بن رؤبة بن حنيفة، وهو أبو جذيم بن مالك بن قدامة بن أسامة بن الحارث بن عوف بن مالك بن سعد بن زبد مناة بن تميم. من رجاز الإسلام وفصائحهم، والمذكورين المقدمين منهم، بدوي نزل البصرة، وهو من مخضرمي الدولتين. مدح بني أمية وبني العباس، ومات في أيام المنصور وقد أخذ عنه وجوه أهل اللغة.." وتوفي سنة خمس وأربعين ومائة.
([20])- قال عبد الرحيم العباسي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص: "الفاحم: الأسود، وأراد شعرا فاحما، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه، والمرسن بفتح السين وكسرها الأنف الذي يشد بالرسن، ثم استعير لأنف الإنسان، ومسرجا: مختلف في تخريجه، فقيل: من سرجه تسريجا بهجه وحسنه، وقيل: من قولهم سيوف سريجية منسوبة إلى قين يقال له سريج، شبه بها الأنف في الدقة والاستواء، وقيل: من السراج وهو قريب من قولهم سرج وجهه، بكسر الراء، أي حَسُُُنَ. والزَّجَجُ: دقة الحاجبين. والمعنى: أن لهذه المرأة الموصوفة مقلة سوداء، وحاجبا مدققا مقوسا، وشعرا أسود، وأنفا كالسيف السريجي في دقته واستوائه، أو كالسراج في بريقه وضيائه. والشاهد فيه: الغرابة في مسرجا للاختلاف في تخريجه".
([21])- قال عبد العزيز الجرجاني في الوساطة: وأنكروا قوله:
إذا كان بعــــض النــــاس سيفــــاً لدولــــةٍ


ففــــي النــــاس بوقــــاتٌ لها وطبــــول

فقالوا: إن جمع بوق على بوقات خطأ، وإنما يجمع باب فعل على أفعال في أدنى العدد، مثاله: قفل وأقفال، وعود وأعواد، وقد يخرج عنه إلى أفعل؛ مثل برد وأبرد، فأما في أكثر العدد فالباب فعول؛ نحو جند وجنود، وبرد وبرود، فإن كان من المضاعف ففعال، نحو خف وخفاف، وحب وحباب... [ما عاب العلماء على أبي الطيب]. 
([22])- اسمه الفضل بن قدامة بن عبيد الله العجلي؛ وهو من رجاز الإسلام والفحول المتقدمين في الطبقة الأولى منهم.
([23])- سورة المجادلة، الآية 19. قال ابن سيده في المحكم: "واستحوذ عليه الشيطان واستحاذ، غلب. وأما ابن جني فقال: امتنعوا من استعمال استحوذ معتلا، وإن كان القياس داعيا إلى ذلك مؤذبا به، لكن عارض فيه إجماعهم على إخراجه مصححا ليكون دليلا على أصول ما غير من نحوه، كاستقام واستعان. وقوله تعالى: ﴿استحوذ عليهم الشيطانفسره ثعلب فقال: غلب على قلوبهم. [حوذ].
([24])- الجرشى: النفس، الأغر: الأبيض من الخيل، ويطلق على الأبيض من كل شيء، اللقب: ما دل على مدح كالفاروق أو ذم كأنف الناقة.
([25])- قال ابن سنان في سر الفصاحة: وقد روي أن أبا تمام لما أنشده قال له إسحاق بن إبراهيم الموصلي: لقد شققت على نفسك يا أبا تمام والشعر أسهل من هذا. ومثاله قول الآخر:
لو كنتَ كنتَ كتمتَ الحب كنتُ كما


كنا نكون ولكنْ ذاك لـــــم يكـــــن


([26])- أبو تمام [188-231هـ/803-845م]. حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل.
([27])- قال ابن رشيق في العمدة: "وعاب ابن العميد حبيبا لقوله (وذكر البيت) بالتكرير في أمدحه أمدحه مع الجمع بين الحاء والهاء في كلمة، وهما معا من حروف الحلق، وقال: هو خارج عن حد الاعتدال، نافر كل النفار...".
([28])- اختلف في نسبة البيت، فنسب إلى نابغة ذبيان كما نسب إلى أبي الأسود الدؤلي.
([29])- قال الأبشيهي في المستطرف ومن المباني العجيبة "الخَوَرْنَقُ": الذي بناه النعمان بن امرئ القيس وهو النعمان الأكبر بناه في عشرين سنة، فلما انتهى أعجبه، فخشي أن يبنى لغيره مثله، فأمر أن يلقى بانيه من أعلاه، فألقوه فتقطع، واسم بانيه سنمار، فصارت العرب تضرب به المثل. يقولون جزاه جزاء سنمار..".
([30])-سورة البقرة، الآية 124.
([31])- الفرزدق [38-110هـ/658-728م]. همام بن غالب الدارمي، أبو فراس، شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة. يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين. وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. كان شريفا في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه. لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه. وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المائة.
([32])- قال الجرجاني في الأسرار: "... وذلك مثل ما تجده لأبي تمام من تعسفه في اللفظ، وذهابه به في نحو من التركيب لا يهتدي النحو إلى إصلاحه، وإغراب في الترتيب يَعْمَى الإعرابُ في طريقه، ويَضِلُّ في تعريفه (وأورد البيت). 
([33])- العباس بن الأحنف (192هـ) العباس بن الأحنف بن الأسود، الحنفي (نسبة إلى بني حنيفة)، اليمامي، أبو الفضل. شاعر غَزل رقيق، قال فيه البحتري: أغزل الناس، أصله من اليمامة بنجد، وكان أهله في البصرة وبها مات أبوه ونشأ ببغداد وتوفي بها، وقيل بالبصرة. خالف الشعراء في طرقهم فلم يمدح ولم يَهجُ بل كان شعره كله غزلا وتشبيبا، وهو خال إبراهيم بن العباس الصولي، قال في البداية والنهاية: أصله من عرب خراسان ومنشأه ببغداد.
([34])- الخنساء (24هـ). تماضر  بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، الرياحية السلمية من بني سليم من قيس عيلان من مضر. أشهر شواعر العرب وأشعرهن على الإطلاق، من أهل نجد، عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام فأسلمت. أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية وكانا قد قتلا في الجاهلية. لها ديوان شعر فيه ما بقي محفوظا من شعرها. وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية واستشهدوا جميعا.
([35])- الغمرة: الشدة. السبوح: الفرس السريعة. الشواهد: العلامات.
([36])- ابن بابك (410هـ) عبد الصمد بن منصور بن الحسن بن بابك، أبو القاسم. شاعر مجيد مكثر. من أهل بغداد، له (ديوان شعر-خ). طاف بالبلاد، ولقي الرؤساء، ومدحهم، وأجزلوا جائزته، ووفد على الصاحب بن عباد فقال له: أنت ابن بابك ؟ فقال: بل أنا ابن بابك ! توفي ببغداد.
([37])- قال العباسي في معاهد التنصيص: "والمعنى: يا حمامة جرعى هذا الموضع اسجعي وترنمي طربا فأنت بمرأى من الحبيبة ومسمع، فجدير بك أن تطربي إذ لا مانع لك منه. والشاهد فيه: تتابع الإضافات، فإنه أضاف حمامة إلى جرعا وحومة إلى الجندل وهو من عيوب الكلام".
([38])- سورة مريم، الآية 2.
([39])- سورة غافر،الآية 31.
([40])- أبو عثمان الخالدي (371هـ). سعيد بن هاشم بن وعلة بن عرام بن عبد القيس أبو عثمان الخالدي. شاعر، أديب، اشتهر هو وأخوه محمد، بالخالديين، وكانا آية في الحفظ والبديهة، يتهمهما شعراء عصرهما بسرقة شعرهم. وقال ياقوت في معجم الأدباء: كانا أديبي البصرة، وشاعريها في وقتهما.
([41])- الصيرفي هنا: المحتال في الأمور، القريض: الشعر، المنتقد: الخبير في الشيء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق